lundi 1 mars 2010

خيبة امل

خيبة أمل كبيرة سحبتني من تأملاني الصبا حية التي تعودت القيام بها كل احد لاستجمع قواي بعد أسبوع شاق من الكد و العمل المضني, خيبة أمل, حينما شق شعاع جميل سكون البحر و نسمته الخارجة من عمق النسيان و ظلمة البحر،شعاع فتاة في مقتبل العمر بالكاد لم تخترق بعد العشرين من عمرها، غاية في الجمال بديعة الصنع كما لو أنها للتو خرجت من مرسم لصنع التحف، اتجهت نحو سيارة عرفت من مقودها أنها ليست من جنس سياراتنا, تترنح وتتمايل تقاوم الجاذبية في رشاقة لا تضاهيها سوى رشاقة راقصات محترفات خيبة أمل حينما انكسف نورها بمرور شيخ خليجي اخذ منه الزمن ماخدا ، بالكاد يجر رجليه المنتفختين من فرط ما حملته أيام الفاقة و الكفاف ، وجسده المتهرئ المثقل بعبء السنوات التي أضحت منكشفة انكشاف الشمس الصيفية الحارقة ..تحول الشيخ إلى قناص يتقن الرماية في سماء من الفقر و الحاجة يبعثر أجساد كل من زجت نفسها في فضاء لا تملك منه مخرجا سوى ابتياع جسدها المذبل بهموم الحاضر الحارق العنيف والتي لا تملك له من مقارعة أمام بريق العملات سوى الانصياع أمام جبروته.ما رأت عيناي مشهدا أحبت فيه الضحية جلادها بجنون كالذي رايته يومها،.سلطة المال أمام جبروت الفقر وإغراءات الواقع المليء بالأوحال انه صراع العمالقة .
ابتلعت المسكينة الطعم بشراهة لتسقط في شباك الكهل راضية مرضية عالمة بالتفاصيل المملة، لم يكن أكلا بالمجان بل طعما رخيصا تتبعه تنازلات لن تكون في صالحها طبعا دفعت ثمنها مسبقا لما قبلت ابتسامته الخادعة و دعوته للمقهى ،إن شيوخ الرمال يشترون اللحظات يدسون سمومهم المثقلة بإرث من الحرمان والكبت قل نظيره في عالمنا في أكباد ربيعنا ،إنهم يسخرون كل ما أنتجته الانتلجنسيا الغربية من تقدم تكنولوجي في خدمة نزواتهم المريضة ،كأن الجنس هو المشروع الوحيد ا لذي يستأثر باهتمام الاستثمارات العربية الجنسية . .هؤلاء الشيوخ المرضى يسابقون الزمن في غفلة من الناس كما لو أنهم يسرقون زمن غيرهم، يرفضون دوران عقارب الساعة يودون شراء الدقائق، عبثا.يأملون لو تتوقف العقارب للحظة .إنهم يكرهون الزمن .
ها هي الفتاة المسكينة لا تدري أنها ضحية لحظة عابرة سقطت في أدرع لا تشبع، نهمة، متعطشة لأنوثة التعيسات من النساء ،ما تنتهي غزواتهم حتى ينقلبون إلى أوكارهم منتشين بانتصاراتهم في معارك اللذة و المتعة المؤدى عنها مسبقا،سرعان ما يصطف احدهم بين صفوف الحجاج و المعتمرين يرتلون بأفواههم النتنة ما تيسر من كلام الله عز و جل واعون بما اقترفت أياديهم و أفواههم من آثام دون ا دنى إحساس بالندم اتجاه المساكين اللواتي تنحنين إجلالا لسلطة المال و طاغوت الفقر .
كتبها: احمد بن عجيبة11/11/2009
EMAIL / benayibaahmed@hotmail.com